وقائع الدروز مع أحمد باشا الجزار
وقائع الدروز مع أحمد باشا الجزار
وقائع الدروز مع أحمد باشا الجزار لمنذر الحايك -- في الزمن الذي ترصده هذه الحوليات، لم تكن الدولة العثمانية في أفضل حالاتها، لكنها لا تزال قادرة على حشد الجيوش، وفرض أوامرها. أما سكّان جبل الدروز؛ فلم تكن صراعاتهم موجّهة ضد الدولة، بل كانت – في غالبيّتها – ضد ملتزمي الضرائب. ومع أن الدروز جميعاً عرب، وأتباع طائفة واحدة، لكنهم وجدوا نسباً بعيداً يفرّقهم، فانقسموا، وتحاربوا، فضعف نفوذهم، وتضاءلت أعدادهم مقابل هجرة الموارنة للجبل. ولمّا شعر الأمير المسلم ملحم الشهابي باختلال التوازن لصالح الموارنة، شجّع أولادَه؛ ليتنصّروا. تنبع أهمّيّة هذه الحوليّات من مصداقية حوادثها التي عايشها المؤلّف، وكان شاهد عيان لبعضها. وهي تغطي حوادث فترة هامة في تاريخ المنطقة، وفيها تفاصيل حية عن الجيش العثماني، وتشكيلاته، والولاة وفسادهم. كما ترصد بدايات التدخل الإنكليزي في بلاد الشام، وتُدوِّن سابقة دامغة للأسطول الروسي وهو يُقدِّم خدماته بالأجرة، ويقبل الرهن. كما توضح أساس التوزّع السكاني للطوائف المختلفة في جبل لبنان، وتحصي العائلات الدرزية والمسيحية وتفرّعاتها وتوزّعها وهجراتها. إنها باختصار صورة بانورامية حية لجبل لبنان، أو لجبل الدروز، في عصر عنفوان اضطرابه وثوراته وحروبه الداخلية والخارجية.