في قصص الشعوب

استهدف كتاب (في قصص الشعوب) التركيز على الأدب الشعبي بصفة عامة، والحكاية الشعبية على وجه الخصوص، لما له من اتصال وثيق بأدب الأمة والمجتمع نفسه، وتمثيل لحياة الشعوب وانتصاراتها على ضغوط الحياة، ومحاولاتهم لتحقيق آمالهم وطموحاتهم من خلالها.

يتضمّن الكتاب خمسة وعشرين مقالاً متنوّعًا في الحقل ذاته، كل مقال متخصّص في موضوع خاص من مواضيع الأدب الشعبي أو الحكاية الشعبية ويدرسه بشيء من التفصيل، كالحديث عن راوي الحكاية الشعبية ومتلقّيها، وبعض شخصياتها الذين يعتبرون عصب كل حكاية شعبية، كالأميرة، والبطل، والمعتدي أو الشرير، وكذلك الغوص في ممالك الجن واختلاطها بعوالم الإنس.

هذا بالإضافة إلى الحديث عن بعض السمات والميزات التي امتازت بها الحكاية الشعبية كالتكرار العددي وأثره في سيرورة حبكة الحكاية، وكذلك التنوّع المكاني والزماني فيها وتأثيره على الشخصيات، علاوة على بناء الشخصيات في الحكاية وتنوّعهم المهني، وعلاقاتهم الاجتماعية ودور ذلك في بناء الحكاية في نفسها ومجريات أحداثها.

لم تغفل مقالات الكتاب عن التطرّق إلى الحيوان في الحكاية الشعبية، وارتباطه بشخصيات الحكاية، أو انفراد بعض الحكايات به كحكايات الحيوان التي جاءت على نمط كليلة ودمنة، وللشجرة رمزية خاصة كذلك في الحكاية الشعبية وهذا ما يكشفه أحد مقالات الكتاب.

وعلى العموم، فقد سعى كتاب (في قصص الشعوب) إلى التركيز على كل ما يخصّ الحكاية الشعبية والأدب الشعبي بشكل عام والموروث الشعبي، في هيئة مقالات أدبية تعطي المضمون الذي تبلورت حوله هذه المفاهيم وكادت أن تكون سمة بارزة فيها، مع إدراج بعض النماذج لحكايات شعبية من الموروث الشعبي حول السمة والرمز نفسه.

تكمن أهمية الكتاب في البحث عن معظم الأسئلة التي تتعلّق بأدب الحكاية الشعبية، ورموزها الخاصة، وشخصياتها المتفردة، فهو يفتح الباب على مصراعيه لكل باحث في هذا المجال.