لعله خير
لعله خير
يَتَشابَهُ الناسُ في أمورٍ كثيرةٍ وعاداتٍ شتَّى، في حاجاتهم إلى الأكْل والشُّرب والنَّوْم، والأيامُ تَمْضي فيهم، ولهم حالٌ مع تغيُّر الأحْوال من سعادةٍ إلى تَعاسةٍ، ومن سَعةٍ إلى ضيقٍ، وكلُّهم يَسعَوْنَ إلى الرزقِ، طلبًا لمزيد، ولا يَخْلو إنسانٌ من هَمٍّ وغَمٍّ وكَدَرٍ. ما سبَق صحيحٌ وحقٌّ، ولكنَّه نظَرٌ إلى جانبٍ واحدٍ فقط؛ جانبِ التكاليفِ والمسؤوليَّة والصِّعاب والمشاقِّ، لكنِّي في هذا الكتاب أُريدُ أن آخُذَكَ إلى جانبٍ آخَرَ. لن آخُذَكَ إلى المدينةِ الفاضِلةِ، ولنْ أجعلَكَ تَعيشُ في أحلامٍ، بل سآخُذُكَ إلى نفْسِكَ وواقعِكَ ويومِكَ، ولكنْ، إلى الجانِبِ المشرِقِ من ذلك كلِّه. نَتجوَّلُ في هذا الكتابِ، ونَلتمِسُ جَوانبَ الخيرِ في نُفوسِنا ومَن حَولَنا، حتَّى تُغرَسَ هذه الخَيريَّةُ في نفْسِكَ وحالِكَ، وتَقولَ دائمًا: لعلَّه خَير.